فصل: أحاديث مختلفة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث مختلفة

- وأما حديث ابن عمر‏:‏ فأخرجه البخاري ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب الدعاء عند الجمرتين‏"‏ ص 236‏.‏‏]‏ عند الزهري، قال‏:‏ سمعت سالمًا يحدث عن أبيه عن النبي عليه السلام أنه كان إذا رمى الجمرة رماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينحدر أمامها فيقف مستقبل القبلة، رافعًا يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف، ويأتي الجمرة الثانية، فيرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فيقف مستقبل البيت رافعًا يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة، فيرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رماها بحصاة، ثم ينصرف، ولا يقف عندها، انتهى‏.‏ وفي الباب حديث جابر الطويل‏:‏ حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، الحديث‏.‏

- الحديث الستون‏:‏ روي أنه عليه السلام

- لم يقف عند جمرة العقبة،

قلت‏:‏ تقدم في الحديث الذي قبله عند البخاري عن ابن عمر، قال‏:‏ ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رماها بحصاة، ثم ينصرف، ولا يقف عندها، الحديث، وله أيضًا عن الزهري ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب إذا رمى الجمرتين يقوم مستقبل القبلة ويسهل‏"‏‏.‏‏]‏ عن سالم بن عبد اللّه بن عمر كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم فيسهل، فيقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلًا، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال، فيسهل، ويقوم مستقبل القبلة، ثم يدعو ويرفع يديه، ويقوم طويلًا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول‏:‏ هكذا رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يفعله، انتهى‏.‏ وأغفل هذا الجاهل هذين الحديثين، وأخذ يستشهد بما في حديث جابر الطويل‏:‏ حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصاة الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر، وهذا ليس بصريح في ذلك‏.‏

قوله‏:‏ ويقطع التكبير مع أول حصاة، لما روينا عن ابن مسعود عنه،

قلت‏:‏ كأن المصنف ذهل، فإنه لم يذكر هذا عن ابن مسعود، وإنما ذكر عنه‏:‏ التكبير مع كل حصاة، إلا أن يكون بمفهومه، فإِن قوله‏:‏ يكبر مع كل حصاة يدل على أنه قطع التلبية من أول حصاة، وصرح به البيهقي في ‏"‏المعرفة‏"‏ ‏[‏وفي ‏"‏السنن الكبرى - في باب التلبية حتى يرمي جمرة العقبة بأول حصاة، ثم يقطع‏"‏ ص 137 - ج 5، قال الشيخ‏:‏ تكبيره مع كل حصاة، كالدلالة على قطعه التلبية بأول حصاة، كما روينا في حديث عبد اللّه بن مسعود‏]‏، فقال بعد أن ذكره من جهة مسلم‏:‏ وفيه دلالة على أنه قطع التلبية بأول حصاة، ثم كان يكبر مع كل حصاة، انتهى كلامه‏.‏ وروي في ‏"‏السنن‏"‏ ‏[‏عند البيهقي في ‏"‏السنن‏"‏ ص 137، وهو في ‏"‏الصحيحين‏"‏ من حديث ابن عباس‏:‏ أن أسامة بن يزيد كان ردف النبي صلى اللّه عليه وسلم من عرفة إلى مزدلفة، ثم أردف الفضل إلى منى، وكلاهما قال‏:‏ لم يزل النبي صلى اللّه عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وفي رواية حتى بلغ الجمرة، ولكن في رواية النسائي‏:‏ فلم يزل يلبي حتى رمى، فلما رمى قطع التلبية، راجع ‏"‏تلخيص الحبير‏"‏ ص 218‏.‏‏]‏ من حديث ابن مسعود، قال‏:‏ رمقت النبي عليه السلام فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة، انتهى‏.‏

- الحديث الحادي والستون‏:‏ روى جابر أنه عليه السلام

- قطع التلبية عند أول حصاة رمى بها جمرة العقبة،

قلت‏:‏ هو مفهوم ما في حديث جابر الطويل‏:‏ حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، الحديث‏.‏ وتقدم صريحًا عن ابن مسعود عند البيهقي‏.‏

قوله‏:‏ ويأخذ الحصى من أي موضع شاء، لا من عند الجمرة، لأن ما عندها من الحصى مردود، هكذا جاء في الأثر، فيتشاءم به، قلت‏:‏ فيها أحاديث‏:‏ فمنها ما أخرجه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏عند الحاكم في ‏"‏باب يرفع ما يقبل من أحجار الرمي‏"‏ ص 486 - ج 1، وعند الدارقطني‏:‏ ص 289 - ج 1، وقال الهيثمي في ‏"‏مجمع الزوائد‏"‏ ص 260 - ج 3‏:‏ رواه في ‏"‏الأوسط‏"‏ وفيه يزيد بن سنان التميمي، وهو ضعيف، وقال الحافظ في ‏"‏تلخيص الحبير‏"‏ ص 218 - ج 1‏:‏ قال البيهقي‏:‏ وروي عن أبي سعيد موقوفًا، وعن ابن عمر مرفوعًا من وجه ضعيف، ولا يصح مرفوعًا، وهو مشهور عن ابن عباس موقوفًا عليه‏:‏ ما تقبل منها رفع، وما لم يتقبل ترك، ولولا ذلك لسد ما بين الجبلين، وأخرجه إسحاق بن راهويه‏.‏‏]‏، والدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ عن يزيد بن سنان عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أبي سعيد، قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول اللّه، هذه الجمار التي يرمى بها كل عام، فتحسب أنها تنقص، فقال‏:‏ إنه ما يقبل منها رفع، ولولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال، انتهى‏.‏ قال الحاكم‏:‏ حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ويزيد بن سنان ليس بالمتروك، انتهى‏.‏ وأعله الشيخ في ‏"‏الإِمام‏"‏ بيزيد بن سنان، وقال‏:‏ فيه مقال، انتهى‏.‏ وقال صاحب ‏"‏التنقيح‏"‏‏:‏ هذا حديث لا يثبت، فإن أبا فروة يزيد بن سنان ضعفه الإِمام أحمد، والدارقطني، وغيرهما، وتركه النسائي، وغيره، وذكره الحاكم في ‏"‏كتاب الضعفاء‏"‏ واللّه أعلم، انتهى‏.‏ قلت‏:‏ رواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ موقوفًا، فقال‏:‏ حدثنا ابن عيينة عن سليمان بن المغيرة القيسي عن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري، قال‏:‏ ما يقبل من حصى الجمار رفع، انتهى‏.‏ وكذلك رواه أبو نعيم في ‏"‏كتاب دلائل النبوة‏"‏‏.‏